كلمة رئيس مجلس الأمناء

"زي التشريفات" عمر يوسف بن دينا، مسابقة الفنان الشاب 2012 (تصوير رلى حلواني)

كلمة رئيس مجلس الأمناء

مع مرور عام آخر من التميز والإنجاز، أودُّ أن أتقدم، نيابةً عن مجلس الأمناء، بأحر التهاني لفريق المؤسسة ولشركائنا.  لقد جددنا على مدار هذا العام التزامنا بمبادئ التشبيك والشراكة من خلال الإدارة الناجحة لبرنامج شبكة الفنون الأدائية (PAN)، الذي تضمن توزيع العديد من المنح للمؤسسات المحلية العاملة في هذا المجال.  كما شهد العام المنصرم اطلاق بينالي قلنديا الدولي.  وقد لعب برنامج الثقافة والفنون دوراً قيادياً في هذا الحدث، حيث تمت استضافة عدد من المعارض والفعاليات الفنية.  كما شهدت الفعاليات المتنوعة، والغنية بمضمونها، حضور العديد من الضيوف الدوليين.

 

وبالمثل، حقق مشروع "صلات: روابط من خلال الفنون" -الذي يسعى إلى دعم العمل الإبداعي بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان- انطلاقةً قوية.  وفي لندن، تطوّر البرنامج الحيوي "قاعات الموزاييك"، وعزَّز هدفه الرّامي إلى تقديم الثقافة العربية ونشرها من خلال شراكات جديدة، إذ يعتمد البرنامج على منهجيات متعددة الأشكال تتيح فرصاً أكبر للتعاون.

 

أما مركز القطَّان للطفل في غزة، بقيادته الجديدة، فقد استمر في إثراء برامجه وتأكيده على البعد التنموي طويل الأمد للعمل مع الأطفال على بناء مهاراتهم، وتطوير قدراتهم الإبداعية، من خلال النوادي المختلفة التابعة للمركز.  ومن جهةٍ أخرى، حقق مركز القطَّان للبحث والتطوير التربوي إنجازاً جديداً بتوسيع نطاق عمله إلى مناطق جغرافية جديدة، بما في ذلك العمل في مدينة الناصرة، بالتزامن مع مضاعفة عدد المشاركين سنوياً في برنامج "الدراما في سياق تعلمي".  وبعد عامين من التحضير الحثيث، تم إطلاق مشروع "وليد وهيلين القطَّان لتطوير البحث والتعليم في العلوم"، الذي يتضمن عدداً من التدخلات النوعية في المدارس ابتدأ تنفيذها في محافظتي أريحا وبيت لحم.

 

وقد قمنا خلال العام الماضي بالتعاقد مع شركة دونير الإسبانية للهندسة المعمارية؛ من أجل تصميم مركزنا الثقافي الجديد ومبنى مكتب فلسطين، بعد منافسة دولية طويلة بين شركات الهندسة المعمارية.  إن هذا المشروع الطموح يضعنا أمام عدد من التحديات المتعلقة بتوظيف الكادر المؤهل، والتخطيط للبرامج التي نحتاج للعمل عليها، حتى يصبح هذا المبنى الجديد الفضاءَ الثقافيَّ الذي نطمح إليه.

 

ومع كل هذه الإنجازات والطموحات، لا نستطيع أن نتجاهل الواقع المحيط بنا في المنطقة من اضطرابات سياسية واجتماعية، وعنف، وغياب لأي نوع من الاستقرار، إذ تبقى الشكوك حول المستقبل تقلقنا وترغمنا على مراجعة وتعديل إستراتيجياتنا وأهدافنا بشكل مستمر.  ولذلك، سيشهد العام القادم، عملية مراجعة إستراتيجية كبيرة في المؤسسة؛ بهدف تطوير خطة إستراتيجية خمسية جديدة.  وكلنا أمل أن تساعدنا هذه المراجعة في تحديد أهداف وإستراتيجيات جديدة، تقودنا إلى واقع آخر، قادر على التغيير.  إننا نسعى إلى تغيير إستراتيجي يمكِّننا من استيعاب أكبر التحديات والصعوبات بحكمة وبفعالية، وقد عقدنا العزم على أن نحدث هذا التغيير على مستويين: أولهما آليات تطوير العمل وتنفيذ الخطط، ثانيهما البنية الإدارية وفريق العمل.

 

وفي الختام، أوجّه أمنياتي لكم بعام جديد مليء بالنجاحات والإنجازات.

عمر القطَّان      

رئيس مجلس الأمناء