مقدمة
لا شك أن الاهتمام بالطفل من النواحي المعرفية والسلوكية والاجتماعية يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد والوقت ومواجهة العديد من التحديات للتغلب على النمطية التربوية السائدة في مجتمع يعاني من العديد من الصعوبات والمشاكل التي تعمل على إزاحة هذا الاهتمام إلى الوراء، إن لم يكن تجاهله في كثير من الأحيان.
إن الواقع المُعاش يدفعنا جميعاً، أفراداً وجماعات، إلى النظر حولنا بعين الفاحص والمتأمّل لأهمية إدراك قيمة الاستثمار في طفل اليوم، أمل الغد، لنأخذ بيده ونخطو معه وبه في عالم متغيّر بوتيرة متسارعة، وذلك لتمكينه من تأكيد ذاته عبر عملية ثقافية تربوية تستند إلى المشاركة والتفاعل الإيجابي، وتقديم كل ما يمكن لإحداث التغيير المطلوب.
لقد عمل مركز القطان للطفل في غزة، ومنذ تأسيسه، على تراكم الخبرات وتوظيفها في سياق نموذج جديد لإشراك الطفل الفلسطيني في خلق بيئة ثقافية مغايرة، تعتمد على إحداث تغيير فعلي ونوعي، وذلك لترسيخ قيم ثقافية معاصرة، بعيداً عن أجواء التسلط والخوف، ومن أجل بناء ثقة الطفل بنفسه أولاً وأخيراً، كي يتمكّن من أن يكون عنصراً فاعلاً ومشاركاً وقادراً على الابتكار والإبداع.
|