إضاءات طفولية
الطفل "اسليم": يتفوق على نفسه ويكتشف متعة القراءة
"في كل مرّة كُنت أمسك فيها كتاباً، كنت أشعر بأن يديَّ ترتجفان، وأرتعد خوفاً عندما أقلّب أوراقه. كنت دوما أقول في داخلي: يا إلهي! كيف لي أن أقرأ هذا كلّه، إنه مستحيل. ولكن موقفي تغيّر تماماً بعد انضمامي للبرنامج" ... هكذا وصف لؤي شعبان اسليم، الطالب في الصف السادس من مدرسة المعتصم بالله (أ)، شعوره بعدما حضر عدداً من لقاءات برنامج "كلنا نقرأ".
أول مرة زار فيها اسليم مكتبة مركز القطّان للطفل كانت في الإجازة الشتوية العام 2010، وحاول جاهداً أن يختار كتباً بسيطة ليقرأها. وبالكاد كان يتمكن من نطق وتهجئة الحروف بشكل سليم. "رغم ولعي بقصص المغامرات، فإنني لم أقدر على قراءتها قط، وإنما كنت أكتفي بفهمها من خلال الرسومات والصور، وقراءة بعض من كلماتها بشكل متفرّق، ولكن بصعوبة. ولهذا حرصت على حضور جميع لقاءات البرنامج كل أحد وأربعاء في "القطان" على مدار أكثر من شهرين". ويتابع: "انتهيت من قراءة قصة صديقتي الشجرة، والعجل الذهبي، وسارة في المطبخ".
روزالين كاتبة: طفلة تسبق عمرها في مجال الرسم وصناعة الدمى
"كان يثير فضولي ذلك السلم في نهاية المكتبة، أطفال يصعدون وأطفال ينزلون، اقتربت من المكان وتشجعت وقررت الذهاب لاستكشاف سر ذلك السلم، فوجدت عشرات الأطفال منهمكين في الألوان والأوراق التي يرسمون عليها، اخترت مقعداً لي، وبحذر شديد جلست أراقب الأطفال. فوجئت بـيد غريبة –يد المسؤولة عن النشاط- تناولني ورقة، ونظرت نحوي متسائلة: "هل تريدين الرسم؟" هززت برأسي وأخذت الورقة وبدأت الرسم".
هكذا عبرت الطفلة روزالين كاتبة، 10 سنوات، عن شعورها في أول زيارة لها للمركز، وبعدها بدأت تتآلف مع المكان إلى حد الصداقة، فالتزمت بحضور دورات الرسم والفنون، "لطالما كنت مغرمة بالرسم"، تقول روزالين. وشيئاً فشيئاً، أصبح "القطان" يشكل جزءاً رئيسياً في حياتها، تداوم أغلب الأيام فيه، وتعرفت على الأنشطة والبرامج الأخرى، واشتركت في الدبكة الشعبية ودورات الحاسوب، إلا أنها كانت تقضي معظم وقتها في المرسم، وكانت تتلقى التشجيع من الجميع في البيت والمركز.
التحقت والدة روزالين منذ سنة في دورة صناعة الدمى بمشاركة طفلتها روزالين التي كانت تجلس بجانبها تراقب ما تفعله والدتها وتمسك مقصها وإبرتها وتبدأ بالعمل. بدأت روزالين بتدريب نفسها والقيام بمحاولات كثيرة بعد الدورة لصنع دمى مختلفة، إلا أن صناعة دمى الحيوانات كانت محببة إليها.
كانت روزالين أول من سجل في دورة صناعة الدمى الموجهة للأطفال، بدأت تتعلم صناعة الباترون بإتقان، وتقص وتحيك، وتنجز قطعها الفنية، بدأت تكون مجموعة الدمى الخاصة بها، تعرضها في بيتها وتدعو الأصدقاء والأقارب لرؤيتها. روزالين تحلم بأن تملك مصنعاً ومعرضاً للدمى.
الطفل المبرمج سيف جمال عبد اللطيف
"أتوقع أن أصبح من المشهورين في مجال البرمجة، وبخاصة صناعة الألعاب" .. يقول الطفل سيف بنبرة طفولية تضج بالثقة.
سيف عبد اللطيف (14 عاماً)، هو أحد الأطفال المشتركين في مركز القطان للطفل، وقد تميز في صناعة الألعاب ثلاثية الأبعاد باستخدام برنامج كودو.
أول تجربة لسيف داخل المركز كانت من خلال مشاركته في دورة كودو، وهي دورة "تعنى بتعليم مبادئ البرمجة من خلال عمل ألعاب ثلاثية الأبعاد". وقد برزت موهبته خلال الدورة، وأبدى ذكاءً عالياً وتميزاً ملحوظاً في حل المشاكل البرمجية التي كانت تواجهه وزملاءه. انضم سيف إلى نادي "القطان" للمبرمجين، وكان من الأعضاء الذين أبدو التزاماً عالياً جداً خلال عقد جلسات النادي. وخلال فتره وجيزة صنع سيف العديد من الألعاب منها "حرب النجوم"، و"عبور الشارع"، كما طور لعبة مماثلة للعبة المشهورة (Pac Man)، ولا يواصل طريقه في الإبداع والتميز.
أطفال روضة زمزم .. ومشروع "نقرأ ونستمتع معاً" (إنقاذ الطفل)
"لقد أعطت أنشطة مشروع "نقرأ ونستمتع معاً" الأطفال في الروضة فرصة للشعور بالثقة والانتماء، وبخاصة الأنشطة التي ساعدت على كسر الحاجز بين الطفل والكتاب. وأبدت العديد من الأمهات اهتماماً لاستعارة الكتب والاستمتاع بقراءة القصص" .. تقول اعتماد مهرة، مربية أطفال في روضة زمزم-جباليا، واصفة انطباعها حول تأثير المشروع على الأطفال والأهالي.
وتابعت قولها: "منذ إطلاق الأنشطة في الروضة، لاحظت أن الأطفال أصبحوا أكثر التزاماً ويحبون الحضور بشكل يومي للروضة، وقلت نسبة تغيبهم عنها".
وأضافت: "فاجأنا الأطفال في تعلمهم السريع، وحفظهم للأعداد بشكل أسرع، نحن سعداء أن الأطفال، ومن خلال المشروع، أصبحوا أكثر قدرة على التعلم بسهولة".
الطفل لؤي اسليم يتفوق على نفسه ويكتشف متعة القراءة |
روزالين كاتبة، الطفلة صانعة الدمى، التي تسبق عمرها في موهبة الرسم |
سيف عبد اللطيف، المبرمج الصغير للألعاب ثلاثية الأبعاد |
مشروع "نقرأ ونستمتع معاً" بتمويل من مؤسسة إنقاذ الطفولة نجح في رسم البهجة على شفاه أطفال روضة زمزم |