برنامج البحث والتطوير التربويّ

يعتبر العام 2016-2017 من الأعوام التي بدت فيها جلية التحوّلات في عمل برنامج البحث والتطوير التربوي، على مستوى المحتوى وعلى مستوى المصادر؛ وما زال البرنامج يخوض رحلةً نحو بلورةِ تحوّلاتٍ جديدة، نُوجز أبرزها فيما يلي:

 

  • أولاً. خلال الأشهر القادمة، سيفتتح "استوديو العلوم" أبوابه للجمهور، وستكون ورشة الاستوديو مجهّزة تماماً لإنتاج المعروضات العلميّة التفاعليّة، يُشرف عليها فريق مختصّ في مراحل تدريبه النهائيّة، إضافةً إلى فريق ثانٍ أوسع داعم يبني الرؤى والتصوّرات والنشاطات المرتبطة بهذا المشروع.  وسترتبط الورشة بأربعة فضاءات معروفة لنا في المدى المنظور للعرض والتفاعل: الاستوديو نفسه، ومبنى "القطّان" الجديد، ومركز المعلّمين -نعلين، تُضاف إليها المدارس.
  • ثانياً. أما "مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة" فإنه يتطور عضويّاً ضمن مكوّناته المختلفة: الباحثون، الفنّانون، المعلّمون، الناشطون المجتمعيّون وغيرهم، ويشكّل بذلك تجربة فريدةً في التفاعل الثقافيّ والفكريّ والفنيّ بينهم، يمكن لهذا المشروع أن يقدّم عبر خلاصاته منهجيّات ورؤى لتعليم بديل ومختلفٍ عن السائد.
  • ثالثاً. التفاعل اليوميّ والإرشاديّ مع المعلّمين في برنامجيْ الدراما والتكوّن المهنيّ لمربيّات الطفولة يُفضي إلى تطوير البرنامجيْن، وإلى ممارسة صفيّة وتأمّل بحثيّ متواصليْن وفعّاليْن.
  • رابعاً. إعادة إحياء العمل في غزة تخلق طاقةً جديدة لدى المعلّمين، إلّا أنّ تحدّيات السفر تحدّ من ذلك، وبالتالي ينبغي فحص بدائل أخرى، كي يتمكّن البرنامج من البناء والمراكمة بعد هذه الانطلاقة اليانعة.
  • خامساً. إنّ التحدّيّات الجديدة التي يضعها أمامنا المبنى الجديد والبرنامج العام تتطلّب تفاعلاً مختلفاً يأخذ بعين الاعتبار كلّ الممكنات الجديدة، إذ نعمل حاليّاً على بناء تصوّرات تحوّل المبنى بكلّ مكوّناته ونشاطاته وفعاليّاته ومعارضه ومعروضاته إلى سياق للتعلّم متعدّد الأبعاد.
  • سادساً. شرع البرنامج في مراجعة عمليّة لبرامجه، فخصّصنا في هذا السياق ثلاثة لقاءات مطوّلة، ناقش فيها العاملون في البرنامج مجالاتِ عملهم فكريّاً ومعرفيّاً، وخرجوا بالعديد من الاستنتاجات التي من شأنها أن تعمّق العلاقة مع المعلّمين والمعلّمات، وتطوّر الإصدارات والمسارات البحثيّة داخل البرنامج.

 

حَضَرت الغاية الأولى في الاستراتيجيّة "معلّمون يستخدمون منهجيّات ومصادر نوعيّة في تطوير ممارساتهم التعليميّة" على مستويات عديدة؛ أهمّها:

 

  • أولاً. توسيع محتوى المساقات التعليميّة في مجاليْ الدراما والطفولة المبكرة، والاستضافات النوعيّة ومراجعة مساقات السنوات السابقة وتطويرها عبر التأمل والاستقراء البحثيّ.
  • ثانياً. انتقال المصادر التي تمّ إنتاجها أو ترجمتها أو توثيقها إلى مستوى جديد؛ إذ لدينا دراسة نقديّة للدراما في التعليم تقترح توجّهات جديدة في الحقل، ولدينا كتابٌ متكامل حول منهجيّة في الدراما "عباءة الخبير"، التي تشكّل منطلقاً قوياً للتعليم التكامليّ، كما لدينا دراسة بحثيّة وصفيّة تحليليّة لمكوّن من مكوّنات مساق السنة الثانية في المدرسة الصيفيّة: الدراما في سياقٍ تعلّميّ.  إضافة إلى استكمال مشوارنا في النشر النوعيّ، كالنشر في مجال العلوم المجتمعيّة، والتعلّم عبر المشروع، والدراما في التعليم، وما تتضمنّه مجلّة رؤى تربويّة من كتابات فكريّة وتجارب معلّمين، فإننا رفدنا مكتبة أدب الأطفال العربيّة بست قصص مترجمة.
  • ثالثاً. تحقيق التعلّم المبنيّ على عمل مجموعاتٍ من المعلّمين معاً، وذلك في سياقات متعدّدة؛ كتلك البحثيّة، وغيرها الصفيّة، والمجتمعيّة.
  • رابعاً. إحراز التعلّم المبنيّ على الدراسة والتطبيق طويليْ المدى، فظهر ذلك بصور عديدة أبرزها برنامج التدريب الخاصّ بفريق مطوّري المعروضات العلميّة، الذي بدأ في متحف الإكسبلوراتوريوم بسان فرانسيسكو، واستُكمل بعد عودة الفريق إلى فلسطين، من خلال تصميم مشروعات علميّة وتجريبها مع الأطفال.
  • خامساً. طباعة منشورات البرنامج وتوزيعها في العالم العربيّ، من خلال الشراكة مع دار الأهليّة للنشر والتوزيع.
  • سادساً. تنفيذ مساق امتدّ على مدار عام في الثقافة السينمائيّة، بالشراكة مع مبادرة مدرستي في القدس، بواقع 114 ساعة تدريبيّة، لينخرط فيه معلّمون ومعلّمات من المدارس المقدسيّة في عمليّة صنع الأفلام، بإشراف باحثي البرنامج وسينمائيّين محليين، لينقل المعلّمون المشاركون التجربة لطلبتهم بالتزامن مع فترة التدريب.

 

أمّا الغاية الثانية من الاستراتيجيّة: "معلّمون يستخدمون الاستقصاء والبحث في عملهم والتأمّل في تجاربهم لتطوير ذواتهم وإلهام غيرهم"، فقد تبدّت هذه الغاية في كلّ البرامج، ويمكن التركيز هنا على "برنامج التعلّم عبر المشروع"، ويتضمّن الأخير "التكوّن المهنيّ عبر السرد"، و"التكون المهنيّ عبر المشروع"، و"التكون المهنيّ في قطاع غزة"؛ إضافةً إلى "مشروع مكتبة البذور البلديّة" الذي افتُتح في حزيران 2016، والذي يعدّ من المشروعات البيئيّة المدمجة بالتعليم.

 

بدورها، برزت الغاية "أطفال متمكّنون من الاستكشاف والتساؤل والتخيّل والتعبير في فضاءات تعلّميّة تفاعليّة" في مركز المعلّمين/نعلين، الذي يعمل عبر برنامج ثقافيّ تربويّ متنوّع ومتعدّد الأبعاد، ويشهد إقبالاً كبيراً من الأطفال وذويهم، ليس في نعلين فحسب؛ بل في القرى المجاورة أيضاً.

 

ومن الجدير بالذكر أنّه إضافةً إلى المنتديات القائمة منذ أكثر من سبع سنوات في حلحول ويعبد وجنين وإذنا ودورا؛ أُنشئ 12 منتدى جديداً.

 

أمّا فيما يخصّ "مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية"؛ الهادف إلى انخراط المواطنين في مشروعات فنيّة تعبّر عن قضايا مجتمعهم، فقد نُفّذ في سنته الأولى في 3 مواقع هي: بلدة نعلين، ومدينة أريحا، ومدينة قلقيلية؛ وقاده فريق من كلّ موقع، بإشراف باحثي البرنامج ومنسّقيه، بما يتضمّنه ذلك من استكشاف للقضايا المجتمعيّة المحليّة، ومحاكاتها والاشتباك معها عبر معارض فنيّة، ومسرحيّات، ومنشورات.