قاعات الموزاييك

جانب من المعرض بجزأين عن بغداد: "خيوط النور" و "شارع المتنبي يبدأ من هنا"

برنامج الفعاليات

 

كان العام الماضي حافلاً بالفعاليات الثقافية والفنيّة، فقد قامت قاعات الموزاييك في ربيع 2013 بإطلاق البرنامج الثقافي "مدن متلاشية من العالم العربي"، الذي ضمّ معارض ومحاضرات وعروض أفلام، تمحورت حول الدمار الذي لحق بالحياة الحضرية العربية بعد الحقبة الاستعمارية.  وتمّت على هامش البرنامج، استضافة معارض عدة تحاكي الثيمة ذاتها، منها: معرض 40 يوماً للفنان دور غويز، الذي يلقي الضوء على ما تبقّى من أقلية فلسطينية كانت تعيش في مدينة اللد، التي أفرغت تماماً تقريباً من سكانها خلال حرب العام 1948 على يد القوات الإسرائيلية الغازية؛ كما استضافت قاعات الموزاييك أوائل العام 2014 معرضاً بجزأين عن بغداد، كان عنوان الأول: خيوط النور، والثاني: شارع المتنبي يبدأ من هنا، حيث يحتفي الأخير بشارع ظلّ لفترة طويلة مركز بغداد الثقافي، قبل أنْ يتعرّض إلى تفجير مريع العام 2007؛ وفي ربيع 2014 تمّ افتتاح أوّل معرض لأعمال أنجزت بتكليف من قاعات الموزاييك بعنوان "مقديشو- معاصرون ضائعون" للفنانين رشيد علي وأندرو كروس، حيث تمحور المعرض حول فن العمارة في العاصمة الصومالية في الماضي والحاضر والمستقبل، كما صدر مطبوع مرافق لهذا المعرض ومعرض "40 يوماً".

 

إضافة إلى ما سبق، تمّ خلال فترة التقرير استضافة معارض أخرى، منها: معرض مسابقة الفنان الشاب للعام 2012 (من 22/6 – 16/8/2013)، الذي اشتمل على مختارات من أعمال شاركت في المسابقة التي تنظّمها مؤسسة عبد المحسن القطان، وقد تمّت استضافة المعرض ضمن فعاليات مهرجان "شباك: نافذة على الثقافة العربية المعاصرة 2013"، واستضافت قاعات الموزاييك أيضاً معرض "إعلانات غاليري كارون" (13-24/9/2013) ضمن فعاليات مهرجان لندن للتصميم 2013، الذي احتوى على أعمال العديد من المصممين العالميين الذين تربطهم شراكات عمل مع فنانين في الشرق الأوسط.  كما تمّ في الفترة بين 4/10-29/11/2013 تنظيم معرض "تساوي الليل والنهار من بيروت إلى لندن" للفنان السوري لاوند، وهو أول معرض فردي للفنان، وتمّ تنظيمه ضمن فعاليات مهرجان نور، وقد صدر مطبوع بعنوان "دمى" احتوى على رسومات المعرض مع عدد من الأشعار التي نظمتها الشاعرة الفرنسية باسكال بيتيت على هامش المعرض.

 

وقامت قاعات الموزاييك بعقد لقاءات وحوارات في سياق المعارض التي تمّ تنظيمها، كان من أبرزها حوار دور غويز مع آتشيم بورتشاردت-هيوم، رئيس معارض تيت مودرن حول عمله؛ وتحدث نيكولاس بيلافرانس- لكومبت، مؤسس غاليري كارون، مع مالو هالاسا ونجلا الزين، عن "فن التصميم المعاصر من بيروت" بالتعاون مع غاليري "فيكتوريا وألبرت" ضمن مهرجان لندن للتصميم؛ كذلك ترأس ألان انغرام جلسة نقاش حول مشروع شارع المتنبي مع الفنانتين كاثرين كارترايت ومنى كريغلر بحضور الضيفين الدكتورة صفاء صنكور الصالح ورشاد سالم؛ وتمّ تنظيم أمسية أخرى بعنوان "مقديشو: الخصائص الأساسية للمدينة الأفريقية الحديثة"، تحدّث خلالها المعماري رشيد علي عن فن العمارة في مقديشو، كذلك تحدث المصور البريطاني أندرو كروس عن تجربة رحلته إلى مقديشو مع مايكلا كريمين، أحد مديري وكالة الثقافة والنزاع، والمصور البريطاني يوجين دولبرغ.

 

إضافة إلى ما تقدّمه قاعات الموزاييك إلى الجمهور العام، فهي تعمل على الدوام على مدّ الجسور إلى الجاليات والمجتمعات المحليّة من خلال برنامجها التربوي والميداني، فقد قامت في سياق معرض الفنان الكردي السوري لاوند، بإجراء بحث عن الجماعات المنضوية تحت الجاليتين السورية والكردية في لندن، وعلى ضوء ذلك تمّت دعوة الكثير منهم وإرسال المواد لهم بشكل مباشر، سعياً منها إلى إبقاء الجاليات المعنية على اتصال بما يجري، حتى لا يشعر أفرادها بالتهميش في حال تمّ استثناؤهم.

 

وعلى غرار ذلك، يعمل برنامج "المشاركة" بالطريقة نفسها لإيصال عمل قاعات الموزاييك إلى المجتمعات المحلية التي يصعب الوصول إليها، فقد تمّ خلال صيف 2013 إطلاق مشروع مع فناني كيناردفيليبس لصالح مجموعتين شبابيتين محليتين هما "دع المجتمعات تنمو"، و"نادي شباب العمل وتشيلسي".  وقد مكّن هذا المشروع 35 فناناً شاباً من المنطقة، الذين تتراوح أعمارهم بين 18-21 سنة، من أن يتحدّثوا عمّا يشكّله الوطن بالنسبة لهم، وما يعنيه شعور التواجد في الوطن بالنسبة للفرد والمجتمع.  وقد كانت هذه التجربة بالنسبة للكثير منهم هي الأولى التي عملوا خلالها مع فنانين محترفين، وقاموا بإنتاج أعمال فنيّة بالورق واللصق (الكولاج).  وجاءت الردود المكتوبة على هذا المشروع إيجابية جداً، حيث أظهرت الحاجة لعمل مشاريع أخرى مشابهة، منها تعليق هذا المشارك: "أحببته جداً، فطريقة التعبير عن الأفكار على طريق لصق الصور على ورق شيء ممتع، وأنا أشجّع فكرة وجود مشاريع شبيهة لهذا".  وقامت قاعات الموزاييك في وقت لاحق بتنظيم معرض للأعمال الفنيّة التي أنتجت في المشروع هذا العام، إضافة إلى الأعوام السابقة، بعنوان "الوطن"، وحضر حفل الافتتاح الفنانون الشباب المشاركون في المشروع، الأمر الذي كان للكثير منهم المرة الأولى داخل معرض، حيث شكّلت لهم رؤية أعمالهم، في سياق وترتيب داخل المعرض، تجربة فريدة وملهمة.

 

واشتملت فعاليات قاعات الموزاييك الأدبية والثقافية الأخرى على: حفل شاي رفيع نظمته سارة الحمد بمشاركة عشرين ضيفاً، تبعه إطلاق آخر كتبها في الطبخ: "خبز الشمس وبودنج التوفي العلِك" (Sun Bread and Sticky Toffee Pudding) في قاعات الموزاييك؛ كذلك أطلقت مؤلفتا كتاب "مطبخ غزة"، ليلى حداد وماغي شميت كتابهما في لقاء حواري مع أنيسة حلو؛ وتم تنظيم لقاء آخر تحدث خلاله الصحافي جيريمي سكاهل عن بعض القضايا التي احتواها كتابه "حروب قذرة"؛ وفي أمسية أخرى قدّم الدكتور هشام خطيب صوراً من كتابه: "القدس، فلسطين، الأردن في أرشيفات هشام الخطيب"؛ كذلك استضافت قاعات الموزاييك على مدى يومين، بالشراكة مع "إبراز"، منتدى المستقبل العالمي، الذي نظمه مركز وينشستر للمستقبل العالمي في الفن والتصميم والإعلام تحت عنوان: "10 سنوات متواصلة: الفن والحياة اليومية في العراق وإيران".

 

من جانبه، قدّم الفنان ضرار كلش أحد المشاركين في مسابقة الفنان الشاب 2012 عرضاً بصرياً وصوتياً في قاعات الموزاييك، تلاه عرض آخر في معهد الفنون المعاصرة (آي سي إيه) بلندن؛ وهناك تكلّم عمر القطان عن مشروع مؤسسة عبد المحسن القطان "حكايات غزة"، كما تحدّث مع المؤلفين علي أبو خطيب وسماح الشيخ المقيمين في غزة، عبر سكايب عن عملهما مع المؤلفة سلمى الدباغ.

 

كذلك شهدت قاعات الموزاييك عرضاً موسيقياً فريداً عن تقاليد الغناء القديمة في الكنائس الشامية والبيزنطية، قدّمتها ميريت أريان ستيفانون والأب شفيق أبو زيد؛ وقدمت الشاعرة باسكال بتيت ورشة عمل شعرية خاصة؛ أما الشاعر السوري الكردي جولان حاجي، فقد أدار حواراً مع الممثل السوري عمار حاج أحمد حول العلاقة بين الشعر والسياسة.  وفي أمسية أخرى دار نقاش حمل عنوان "آفاق كردية في أزمنة مضطربة"، حيث شارك ضمن الفريق المحاضر تشارلس تريب، ونديم شهادي، وغاري كينت، وجنكيز غونز وديفيد ماكوول.  كما قدم في أمسية أخرى أحد أهم شعراء الصومال، هدراوي، قراءات شعرية آسرة.  وتمّ تنظيم حوار بعنوان "هل يحتاج الربيع العربي إلى صيف محبة؟" بحضور كلّ من شيرين الفكي، وبرايان ويتاكر، ودانيال أل نيومان، ومالو هالاسا، حيث جرى استكشاف للمحرمات والضوابط الجنسية المتغيرة في العالم العربي، وطرح مختبر طرائق غولدسميث نقاشاً حول العمل الميداني في فلسطين، كما تمّ تنظيم مأدبة غداء للترحيب بالفنانين الكويتيين الشباب الذين شاركوا في معرض "حافة الجزيرة العربية" بجزيئة بعنوان "من الكويت".  وجرى في قاعات الموزاييك إطلاق كتاب جديد عنوانه "ابقِ نظرك على الجدار"، تأليف أوليفيا سنايج وميتشيل ألبرت ومالو هالاسا.  كذلك ناقش المؤلف ربعي المدهون روايته "السيدة من تل أبيب" مع المترجم إليوت كولا، وأقامت ندى صالح عشاء سورياً، أقيم للمرة الأولى في قاعة المعرض الرئيسية، حيث أحاطت اللوحات الفنية الضيوف الحاضرين.  وفي أمسية خاصة بفيكتوريا بريتان، تحدّثت المؤلفة عن كتابها الأخير "حياة في الظل: نساء منسيات من الحرب على الإرهاب" مع الفنانة والناشطة السياسية العراقية هيفاء زنكنه، كذلك تمّ تنظيم أمسية لمعماريين تحدّثوا خلالها عن تصاميم مكتبة بغداد الجديدة.  وناقش جوناثان واتكينس مدير غاليري آيكون، في أمسية أخرى أعمال الفنان العراقي جمال بنجواني.  وعلى صعيد آخر، استضافت لميس إبراهيم عدداً من الضيوف خلال أمسية احتفالاً بعيد الحب، وتمّ عقد أمسية احتوت على قراءات ونقاشات حول الشعر من العراق بمشاركة المترجم لورن بايوت، ودانيال غورمان من جمعية ريل فستيفالز الشعرية، والممثل عمار حاج أحمد، والشاعر عدنان الصائغ والمترجم والشاعر ستيفن واتس.  أما المؤلف إيلان بابيه، فقد أطلق كتابه الجديد "فكرة إسرائيل" في أمسية خاصة لهذا الغرض، كما ناقش الدكتور سادا مير في لقاء آخر أهمية الحفاظ على التراث في مناطق النزاع مثل الصومال.

 

كما حفلت قاعات الموزاييك بالعديد من عروض الأفلام، منها فيلم "ممنوع الزواج في الأراضي المقدسة" لميشيل خليفي، والأفلام المشاركة في مهرجان "بيردز آي فيو" الذي احتفِل هذا العام بسينمائيات عربيات شاركن بأفلام، منهنّ: يما، الغوستو، على الحافة، في ظل رجل، وتم عرض فيلم وثائقي بعنوان "سرقة الكتاب العظيم" لبني برونر تبعه فيلم "كيو و إيه".  وفي أمسية أخرى قُدّمت مجموعة أفلام قصيرة ضمن عرضين من برنامج دعم الإنتاج في مؤسسة عبد المحسن القطان، وتم خلال أمسية أخرى عرض مجموعة أفلام قصيرة لعمر روبرت هاميلتون وتعاونية مصرِّين.  وخُصّصت للفيلم الشهير "يول" للمخرج الراحل يلماز غني، أمسيةُ عرض خاصة في قاعات موزاييك، إضافة إلى عرض فيلم "جمعية الصواريخ اللبنانية"، وأمسية خاصة لعرض الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة المنتقاة من مهرجان الأفلام الكردية، وعرض آخر للفيلم الوثائقي المرشح للأوسكار "حروب قذرة" لجيريمي سكاهل، وأخيراً الفيلم الوثائقي، "عالم ليس لنا" لمهدي فليفل.

 

وقامت قاعات الموزاييك ضمن فعاليات مهرجان شباك 2013، بتنظيم أمسيتين أدبيتين، تمّ خلالهما قراءة نصوص مسرحية مختارة من أعمال كتاب مسرحيين جدد من فلسطين، وشملت النصوص مسرحية "كوفية/ صنع في الصين" لداليا طه، ومسرحية سقوط صبرا لإسماعيل خالدي، كما عُقدت أمسية أخرى اشتملت على قراءات من مسرحية "مولانا" للكاتب المسرحي السوري فارس الذهبي، إضافة إلى أمسية خاصة بقراءة وعرض لفيلم "كتابات جديدة من الكويت" من إنتاج مسرح ساب.

 

وضمن سلسلة محاضرات إدوارد سعيد السنوية، نظّمت قاعات الموزاييك محاضرة إحياءً لذكرى المفكّر الفلسطيني الراحل، حيث تحدّث المحاضر رجا شحادة خلالها عن أصناف وأساليب التمثيل القانوني والثقافي التي تقيد الفلسطينيين اليوم، والخطوات الواجب اتخاذها للانتقال من لغة المعاناة والظلم إلى لغة التحرر والسلم الجديدة، وطرح سؤالاً مفاده: "هل هناك لغة للسلام؟".

 

واشتملت فترة التقرير على إقامات فنيّة، حيث استضافت قاعات الموزاييك كلاً من: الفنان دور غويز، الشاعرة رشيدة مدني، المخرج بني برومر، مارا غولدوين من "سلافيين وتتار" خلال عقد منتدى المستقبل العالمي وقيامها برحلة بحثية، ضرار كلش أحد المشاركين في مسابقة الفنان الشاب 2012، الكاتبة المسرحية داليا طه خلال فترة إقامتها مع مسرح رويال كورت، نيكولاس بيلافانس- لكومت مدير غاليري كارون؛ الفنان لاوند، الفنان حنوش حنوش، ليتيسا سمعان خلال مشاركتها في مهرجان الارتجال الفرانكفوني بلندن.

 

وقد شارك معظم هؤلاء المقيمين، حسبما أمكن، بالإجابة عن أسئلة وُجهّت لهم خلال لقاءات وحوارات مختلفة، حيث تمّ نشر المقابلات على مدونة قاعات الموزاييك، الآخذة بالتوسّع شيئاً فشيئاً.

 

أمّا بالنسبة للخطط المستقبلية، فهناك تعاون قريب مع أريا - إقامة الفنانين في الجزائر لتنظيم معرض "فضاء متداخل: من الحميمي إلى العالم" لمجموعة من الفنانين المعاصرين الجزائريين، كما نتطلّع خلال صيف 2014 إلى تنظيم أول معرض تمّ عبر دعوة مفتوحة للمقترحات، حيث سيضمّ المعرض صوراً فوتوغرافية لمناظر طبيعية لعدد من الفنانات المعاصرات بعنوان "أختي التي تسافر"، وتمّ أيضاً التخطيط في خريف 2014 لعرض منفرد للفنانة التونسية نادية الكعبي، مستلهمةً عملها من تاريخ بناية قاعات الموزاييك نفسها.

 

 

 

 

معرض "مقديشو- معاصرون ضائعون" للفنانين رشيد علي وأندرو كروس
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 من حفل شاي رفيع نظمته سارة الحمد لإطلاق كتابها الجديد "خبز الشمس وبودنج التوفي العلِك"
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معرض "40 يوماً" للفنان دور غويز
 
 
 
 
 
 
 
 
محاضرة إدوارد سعيد السنوية 2014 التي أدارها رجا شحادة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قراءات شعرية للشاعر الصومالي المشهور هدراوي
 
 
 
 
 
 
 
 
من اللقاء الذي ناقش خلاله المؤلف ربعي المدهون روايته "السيدة من تل أبيب" مع المترجم إليوت كولا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 معرض بعنوان "الوطن" للأعمال الفنيّة التي أنتجتها فنانون شباب باستخدام الكولاج ضمن برنامج المشاركة
 
 

 

 
 
 
 
 
معرض "تساوي الليل والنهار من بيروت إلى لندن" للفنان السوري لاوند