مركز القطان للبحث والتطوير التربوي

يوم مفتوح في مدرسة عين عريك حول موضوع إعادة تدوير النفايات

فضاءات تعلّم جديدة

 

لا شكّ أنّ مركز العلوم التفاعليّ الأوّل في فلسطين، هو أحدث وأبرز فضاءات التعلّم غير الرسميّ التي يعمل عليها البرنامج، لكنّ خلقه يترافق مع تطوير مساحات التعلّم المجتمعيّة التي عملنا فيها سابقاً؛ كمهرجان العلوم، ومهرجان الأفلام العلميّة، ونوّار نيسان؛ فثلاثتهم يعتبرون تقليداً سنويّاً يدمج المعلّمين مع مجموعاتٍ من اليافعين لتطوير وابتكار تجارب علميّة، وعرضها ومناقشتها مع الأطفال، في كلّ من الضفة وغزة ومدن فلسطين المحتلّة العام 1948.

 

وأحدُ المختبرات الصغيرة التي تورد أفكاراً ونشاطاتٍ لتقديمها في المهرجانات هي "غرفة الكركشة"، التي عملنا على تطويرها ضمن مشروع "وليد وهيلين القطّان لتطوير البحث والتعليم في العلوم"؛ لتصبح مساحة إنتاجيّة مشتركة تربط مجريات استوديو العلوم مع الجمهور.

 

ومن جانبها، خصصت بلدية رام الله مكاناً لإنشاء استوديو العلوم، وأعدّ فريق مشروع وليد وهيلين القطّان/برنامج البحث والتطوير التربويّ دراسةً مفصّلة لتنفيذه؛ هي ثمرة جهودِ ثلاث سنوات ساهم فيها العديد من باحثي البرنامج، لتوفير فضاء يتيح تعلّماً تفاعليّاً حرّاً، ويربط الأفراد بالعلوم والفنون بطريقة تكامليّة.

 

أمّا فيما يتعلّق بمنتديات المعلّمين؛ فانبثقت تسعُ مبادراتٍ جديدة في مناطق الناصرة وأريحا وأبو ديس وبيت لحم وقلقيلية والخليل ويتما وصوريف والظاهرية، بعد عقد يوم دراسيّ خاصّ بالمنتديات، شارك فيه معلمون من منتديات قائمة، وأخرى في طور التأسيس، ومن مجموعات لديها الرغبة في إنشاء منتديات في أنحاء مختلفة من فلسطين.

 

ويشكّل مركز نعلين للمعلّمين، بدوره، نموذجاً للشراكة ما بين المؤسّسة التربويّة والمؤسّسة المجتمعيّة المحليّة والمؤسّسة الوطنيّة؛ فهو يدار من قبل معلّمين منخرطين في برامج التكوّن المهنيّ المختلفة في "القطّان"، ويقدّم برنامجاً دوريّاً على مدار العام، يشمل نشاطاتٍ مع الأطفال واليافعين في الفنّ والثقافة، واستضافةِ عروضٍ فنيّة سينمائية ومسرحيّة وموسيقيّة، كما يعتبر المركز حاضناً لمشروع التكون المهني للمعلمين والطلبة في بلدة نعلين وأكثر من 11 قرية في المنطقة المحيطة بها.

 

وفي إطار البيئة وعلاقتها في السياق الفلسطينيّ وموروثه الثقافيّ؛ تمّ تأسيس "مكتبة بذور بلديّة"، ضمن مشروعٍ مع معلّمين من محافظاتٍ مختلفة، وتمكّن المكتبة المزارعين من استعارة بذورٍ بلديّة، ثمّ إعادتها بعد أن تثمر النبتة، ويتضمّن المشروع رحلة البحث عن البذور، والنقاش العلميّ حولها، ورواية القصص وتناقل الإرث الثقافي الذي تحمله؛ والأهمّ هو أنّ المكتبة تطرح بديلاً فلسطينيّاً قليل الكلفة على المدى الطويل، للبذور الصناعيّة.

 

كما يعمل البرنامج الآن على مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة الاجتماعيّة"، الذي ينفذ مع برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة، حيث يعمل برنامج البحث في ثلاث مناطق هي نعلين وأريحا وقلقيلية، ويهدف إلى توظيف الفنون كسياق لاستكشاف قضايا الناس، والتعبير عنها بوسائط متعددة منها الفنون، في فضاءاتٍ مجتمعيّة لا تقتصر على المعلّمين والطلبة، بل تتعدى ذلك إلى فئات المجتمع كافة، بحيث يشكّل المشروع فضاء للحوار المجتمعيّ حول تلك القضايا.